جدة/ لا يمكننا نكران الرفاهية والراحة التي استطاعت الحياة الحديثة أن تؤمنها للبشر في مختلف المجالات, ولكن لا بد أن يكون هناك مقابل لهذه الحياة المريحة التي لا يمكننا الاستغناء عنها اليوم, وهي سلبيات التقنيات الحديثة التي غالباً ما تعود بالضرر على الصحة من جراء كثرة استعمالها.
وأكبر مثال على هذه الحالة هي أجهزة الكمبيوتر التي أصبحت جزءاً أساسياً في كل بيت أو مكان للعمل, كما أن الاعتماد على استخدام الكمبيوتر أمر لا مفر منه سواء في مجالات العمل أو التسلية, ورغم ذلك فإن أجهزة الجسم البشري العضلية والعظمية والبصرية لا تستطيع التكيف مع التوتر والتعب الذي تتعرض له مع هذه الأجهزة المتطورة جداً.
فاستعمال أجهزة الكمبيوتر يتطلب الجلوس بوضعيات غير مريحة, واستعمال الأيدي وهي ممدودة إلى لوحة المفاتيح مع تحريك الرسغ, هذا بالإضافة إلى التركيز المستمر على شاشة الكمبيوتر التي تهتز وتتوهج, مما ينتج عن هذه الحالات الشعور بالإرهاق والتعب الشديدين وبإجهاد ملحوظ في جميع أعضاء الجسم.
وينتج عن إجهاد العينين بشكل خاص ثقل في الجفون والجبهة وصعوبة في التركيز, مع الشعور بجفاف واحمرار وحكة ودموع نتيجة تهيج العين, وذلك لأن العين البشرية غير مهيأة للتحديق على شاشة الكمبيوتر لعدة ساعات, وهذه الشاشات مصنوعة من نقاط دقيقة جداً يصعب على العين التركيز عليها, ولكن لا شعورياً بسبب شدة التركيز والنظر على الشاشة ينخفض عدد الرمش بأجفان العيون, الأمر الذي يؤدي على انخفاض نسبة ترطيب العين مما يسبب لها الجفاف والألم, وبالتالي غباشة في الرؤية خاصة إذا كانت الإضاءة سيئة.
لهذا السبب تم تغير حجم الحروف والأشكال بطريقة يسهل معها عملية التحكم في اختيار المسافة المريحة للمستخدم, التي يجب أن تكون على بعد 20 إلى 26إنشاً أي حوالي 51 إلى 66سم من العين, وأن يترافق ذلك مع جلسة مريحة ومناسبة لكي لا تصاب العضلات والظهر بالآلام والتوتر.
ولقد تم أيضاً إنتاج عدسات خاصة تثبت على النظارات عند الأشخاص الذين يستعملون النظارات أو العدسات اللاصقة للمسافات البعيدة أو القريبة, وتقوم هذه العدسات بالسماح للعين برؤية شاشة الكمبيوتر بشكل جزئي ومريح للعين, مع ضرورة الانتباه إلى رمش جفن العين بشكل سليم لأن نسبة الرمش تقل إلى النصف عند استخدام الكمبيوتر, وبالتالي يقل أيضاً ترطيب العين وحمايتها من الجفاف والاحمرار والألم.
وأخيراً لا بد من الاستراحة كل 15 دقيقة بإبعاد العين عن شاشة الكمبيوتر والنظر إلى البعيد لكي ترتاح عضلات العين من النظر المستمر للشاشة.